إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

Ooالفريق الثالثooo{{اخلاقنا مرآة ديننا }}ooo()علو الهمه()ooعشان نشوف مين اللى بيعمل ومين اللى.......

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: Ooالفريق الثالثooo{{اخلاقنا مرآة ديننا }}ooo()علو الهمه()ooعشان نشوف مين اللى بيعمل ومين اللى...

    المشاركة الأصلية بواسطة تائب بإذن الله مشاهدة المشاركة
    اللهم لا تحرمنا دخولها بغير سابقة عذاب مع حبيبك المصطفى وان قصرت اعمالنا انك ولى ذلك والقادر عليه
    جزاك ربى الجنه اخى الحبيب على هذه المواضيع والبشرى الطيبه
    بارك الله فيك وجعل هذا العمل فى ميزان حسناتك
    ثبتك الله ونفع الله بك
    شكرا لك اخي علي الدعاء

    جزاك الله خيرا

    تعليق


    • #17
      رد: Ooالفريق الثالثooo{{اخلاقنا مرآة ديننا }}ooo()علو الهمه()ooعشان نشوف مين اللى بيعمل ومين اللى...

      ايات للجنه


      أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


      بسم الله الرحمن الرحيم



      - (وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25) ). البقرة


      ---------------------------------------------------


      قال ابن كثير :


      ما ذكر تعالى ما أعده لأعدائه من الأشقياء الكافرين به وبرسله من العذاب والنكال، عطف بذكر حال أوليائه من السعداء المؤمنين به وبرسله الذين صدقوا إيمانهم بأعمالهم الصالحة، وهذا معنى تسمية القرآن مثاني على أصح أقوال العلماء كما سنبسطه في موضعه، وهو أن يذكر الإيمان ويتبعه بذكر الكفر أو عكسه أو حال السعداء ثم الأشقياء أو عكسه، وحاصله ذكر الشيء ومقابله. وأما ذكر الشيء ونظيره فذاك التشابه كما سنوضحه إن شاء الله فلهذا قال تعالى: { وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } فوصفها بأنها تجري من تحتها الأنهار كما وصف النار بأن وقودها الناس والحجارة ومعنى { تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } أي من تحت اشجارها وغرغها وقد جاء في الحديث: أن أنهارها تجري في غير أخدود، وجاء في الكوثر أن حافتيه قباب اللؤلؤ المجوف، ولا منافاة بينها فطينها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والجوهر، نسأل الله من فضله وكرمه إنه هو البر الرحيم. وقال ابن أبي حاتم: قرأ على الربيع بن سليمان، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا أبن ثوبان عن عطاء بن قرة، عن عبد الله بن ضمرة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنهار الجنة تفجر تحت تلال أو من تحت جبال المسك» وقال أيضاً حدثنا أبو سعيد حدثنا وكيع عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق، قال: قال عبد الله: أنهار الجنة تفجر من جبل مسك.


      وقوله تعالى: { كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ } قال السدي في تفسيره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة قالوا هذا الذي رزقنا من قبل، قال إنهم أُتُوا بالثمرة في الجنة فلما نظروا إليها قالوا هذا الذي رزقنا من قبل في الدنيا، وهكذا قال قتادة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ونصرة بن جرير، وقال عكرمة { قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ } قال معناه مثل الذي كان بالأمس، وكذا قال الربيع بن أنس. وقال مجاهد يقولون ما أشبهه به قال ابن جرير: وقال آخرون: بل تأويل ذلك هذا الذي رزقنا من ثمار الجنة من قبل هذا لشدة مشابهة بعضه بعضاً لقوله تعالى: { وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا } قال سنيد بن داود حدثنا شيخ من أهل المصيصة عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال يؤتى أحدهم بالصفحة من الشيء فيأكل منها ثم يؤتى بأخرى فيقول هذا الذي أتينا به من قبل، فتقول الملائكة كُلْ فاللون واحد والطعم مختلف. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عامر بن يساف عن يحيى بن أبي كثير، قال عشب الجنة الزعفران وكثبانها المسك، ويطوف عليهم الولدان بالفواكه فيأكلونها، ثم يؤتون بمثلها، فيقول لهم أهل الجنة: هذا الذي أتيتمونا آنفاً به، فتقول لهم الوالدان: كلوا فاللون واحد والطعم مختلف، وهو قول الله تعالى: { وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا} وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية { وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا } قال: يشبه بعضه بعضاً، ويختلف في الطعم، قال ابن أبي حاتم: وروي عن مجاهد والربيع بن أنس والسدي نحو ذلك ابن جرير بإسناده عن السدي في تفسيره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة، عن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة في قوله تعالى: { وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا } يعني في اللون والمرأى وليس يشتبه في الطعم، وهذا اختيار ابن جرير، وقال عكرمة { وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا } قال يشبه ثمر الدنيا غير أن ثمر الجنة أطيب، وقال سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس لا يشبه شيئاً مما في الجنة ما في الدنيا إلا في الأسماء، وفي رواية: ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء، ورواه ابن جرير من رواية الثوري وابن أبي حاتم من حديث أبي معاوية كلاهما عن الأعمش به، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله تعالى: { وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا } قال يعرفون أسماءه كما كانوا في الدنيا التفاح بالتفاح والرمان بالرمان، قالوا في الجنة هذا الذي رزقنا من قبل في الدنيا وأتوا به متشابهاً يعرفونه وليس هو مثله في الطعم.


      وقوله تعالى: { وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ } قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس: مطهرة من القذر والأذى، وقال مجاهد، من الحيض والغائط والبول والنخام والبزاق والمني والولد، وقال قتادة مطهرة من الأذى والمأثم، وفي رواية عنه لا حيض ولا كلف، وروي عن عطاء والحسن والضحاك وأبي صالح وعطية والسدي نحو ذلك. وقال ابن جرير حدثني يونس بن عبد الأعلى. أنبأنا ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، قال: المطهرة التي لا تحيض، قال وكذلك خلقت حواء عليها السلام،حتى عصت فلما عصت قال الله تعالى: إني خلقتك مطهرة وسأدميك كما أدميت هذه الشجرة ـ وهذا غريب، وقال الحافظ أبو بكر بن مردويه: حدثنا إبراهيم بن محمد حدثني حعفر بن محمد بن حرب وأحمد بن محمد الجوري قالا: حدثنا محمد بن عبيد الكندي، حدثنا عبد الرزاق بن عمر البزيعي، حدثنا عبد الله بن المبارك عن شعبة عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: { وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ } "قال من الحيض والغائط والنخاعة والبزاق". هذا حديث غريب ـ وقد رواه الحاكم في مستدركه عن محمد بن يعقوب بن الحسن بن علي بن عفان عن محمد بن عبيد به، وقال صحيح على شرط الشيخين، وهذا الذي ادعاه فيه نظر، فإن عبد الرزاق بن عمر البزيعي هذا قال فيه أبو حاتم بن حبان البستي: لا يجوز الاحتجاج به (قلت) والأظهر أن هذا من كلام قتادة كما تقدم، والله أعلم.


      وقوله تعالى: { وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } هذا هو تمام السعادة فإنهم مع هذا النعيم في مقام أمين من الموت والانقطاع فلا آخر له ولا انقضاء بل في نعيم سرمدي أبدي على الدوام، والله المسؤول أن يحشرنا في زمرتهم، إنه جواد كريم بر رحيم .





      __________________________________________________ __________




      أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
      بسم الله الرحمن الرحيم

      - (وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) ). التوبة
      ---------------------------------------------------
      قال ابن كثير :
      يخبر تعالى بما أعده للمؤمنين به والمؤمنات من الخيرات والنعيم المقيم في { جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا } أي ماكثين فيها أبداً { وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً } أي حسنة البناء طيبة القرار، كما جاء في الصحيحين من حديث أبي عمران الجوني عن أبي بكر بن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن» وبه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلاً في السماء للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم لا يرى بعضهم بعضاً» أخرجاه وفي الصحيحين، أيضاً عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان، فإن حقاً على الله أن يدخله الجنة هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها» قالوا: يارسول الله أفلا نخبر الناس ؟ قال: «إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة، ومنه تفجر أنهار الجنة، وفوقه عرش الرحمن» وعند الطبراني والترمذي وابن ماجه من رواية زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن معاذ بن جبل رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فذكر مثله.
      وللترمذي عن عبادة بن الصامت مثله. وعن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أهل الجنة ليتراءون الغرفة في الجنة كما تراؤون الكوكب في السماء» أخرجاه في الصحيحين، ثم ليعلم أن أعلى منزلة في الجنة مكان يقال له الوسيلة لقربه من العرش وهو مسكن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجنة، كما قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن ليث عن كعب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا صليتم عليّ فسلوا الله لي الوسيلة» قيل يارسول الله وما الوسيلة ؟ قال «أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا رجل واحد وأرجو أن أكون أنا هو».
      وفي صحيح مسلم من حديث كعب بن علقمة: عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا عليّ فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله. وأرجو أني أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة يوم القيامة» وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني: حدثنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا الوليد بن عبد الملك الحراني، حدثنا موسى بن أعين عن ابن أبي ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سلوا الله لي الوسيلة فإنه لم يسألها لي عبد في الدنيا إلا كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة» . وفي مسند الإمام أحمد من حديث سعد أبي مجاهد الطائي عن أبي المدله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلنا يارسول الله حدثنا عن الجنة ما بناؤها ؟ قال: «لبنة ذهب ولبنة فضة، وملاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران. من يدخلها ينعم لا يبأس ويخلد لا يموت، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه» وروي عن ابن عمر مرفوعاً نحوه، وعند الترمذي من حديث عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة لغرفاً يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها فقام أعرابي فقال: يارسول الله لمن هي ؟ فقال: «لمن طيب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام» ثم قال: حديث غريب ورواه الطبراني من حديث عبد الله بن عمرو وأبي مالك الأشعري كل منهما عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه، وكل من الإسنادين جيد وحسن، وعنده أن السائل هو أبو مالك ، فالله أعلم.
      وعن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا هل من مشمر إلى الجنة ؟ فإن الجنة لا خطر لها، هي ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وثمرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة. وحلل كثيرة، ومقام في أبد في دار سليمة، وفاكهة وخضرة وحبرة ونعمة في محلة عالية بهية» قالوا: نعم يارسول الله نحن المشمرون لها، قال: «قولوا إن شاء الله» فقال القوم: إن شاء الله، رواه ابن ماجه. وقوله تعالى: {وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ } أي رضا الله عنهم أكبر وأجل وأعظم مما هم فيه من النعيم، كما قال الإمام مالك رحمه الله عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة: ياأهل الجنة فيقولون: لبيك ياربنا وسعديك والخير في يديك. فيقول: هل رضيتم ؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يارب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك، فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟ فيقولون يارب وأي شيء أفضل من ذلك ؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً » أخرجاه من حديث مالك، وقال أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي: حدثنا الفضل الرخامي، حدثنا الفرياني عن سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله عز وجل هل تشتهون شيئاً فأزيدكم ؟ قالوا ياربنا ما خير مما أعطيتنا ؟ قال: رضواني أكبر» ورواه البزار في مسنده من حديث الثوري، وقال الحافظ الضياء المقدسي في كتابه صفة الجنة: هذا عندي على شرط الصحيح، والله أعلم.


      __________________________________________________ ___________


      أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
      بسم الله الرحمن الرحيم

      - ( وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمْ الْأَبْوَابُ (50) مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53) إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ (54) ). ص
      ---------------------------------------------------
      قال ابن كثير :
      يخبر تعالى عن عباده المؤمنين السعداء أن لهم في الدار الآخرة لحسن مآب وهو المرجع والمنقلب ثم فسره بقوله تعالى: { جَنَّاتِ عَدْنٍ} أي جنات إقامة مفتحة لهم الأبواب والألف واللام ههنا بمعنى الإضافة كأنه يقول مفتحة لهم أبوابها أي إذا جاءوها فتحت لهم أبوابها، قال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن ثواب الهباري حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا عبد الله بن مسلم يعني ابن هرمز عن ابن سابط عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة قصراً يقال له عدن حوله البروج والمروج له خمسة آلاف باب عند كل باب خمسة آلاف حبرة لا يدخله ـ أو لا يسكنه ـ إلا نبي أو صديق أو شهيد أو إمام عدل»
      وقد ورد في ذكر أبواب الجنة الثمانية أحاديث كثيرة من وجوه عديدة.
      وقوله عز وجل: { مُتَّكِئِينَ فِيهَا} قيل متربعين على سرر تحت الحجال { يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ } أي مهما طلبوا وجدوا وحضر كما أرادوا {وَشَرَابٍ} أي من أي أنواعه شاؤوا أتتهم به الخدام {بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مّن مَّعِينٍ } { وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} أي عن غير أزواجهن فلا يلتفتن إلى غير بعولتهن { أَتْرَابٌ} أي متساويات في السن والعمر هذا معنى قول ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وسعيد بن جبير ومحمد بن كعب والسدي { هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ } أي هذا الذي ذكرنا من صفة الجنة التي وعدها لعباده المتقين التي يصيرون إليها بعد نشورهم وقيامهم من قبورهم وسلامتهم من النار. ثم أخبر تبارك وتعالى عن الجنة أنه لا فراغ لها ولا زوال ولا انقضاء ولا انتهاء فقال تعالى: { إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ} كقوله عز وجل { مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ } وكقوله جل وعلا { عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ } وكقوله تعالى: { لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } أي غير مقطوع وكقوله عز وجل: { أُكُلُهَا دَائِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الكافِرِينَ النَّارُ } والآيات في هذا كثيرة جداً.


      ________________________________________________


      أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
      بسم الله الرحمن الرحيم

      - ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) ) . الزمر
      ---------------------------------------------------
      قال ابن كثير :
      وهذا إخبار عن حال السعداء المؤمنين حيث يساقون على النجائب وفداً إلى الجنة زمراً أي جماعة بعد جماعة: المقربون ثم الأبرار ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم كل طائفة مع من يناسبهم: الأنبياء والصديقون مع أشكالهم والشهداء مع أضرابهم، والعلماء مع أقرانهم وكل صنف مع صنف كل زمرة يناسب بعضها بعضاً {حَتَّى إِذَا جَاءوهَا } أي وصلوا إلى أبواب الجنة بعد مجاوزة الصراط حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار فاقتص لهم مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة وقد ورد في حديث الصور أن المؤمنين إذا انتهوا إلى أبواب الجنة تشاوروا فيمن يستأذن لهم في الدخول فيقصدون آدم ثم نوحاً ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم محمداً صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين كما فعلوا في العرصات عند استشفاعهم إلى الله عز وجل أن يأتي لفصل القضاء ليظهر شرف محمد صلى الله عليه وسلم على سائر البشر في المواطن كلها وقد ثبت في صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا أول شفيع في الجنة»
      وفي لفظ لمسلم «وأنا أول من يقرع باب الجنة».
      وقال الإمام أحمد: حدثنا هاشم حدثنا سليمان عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن من أنت ؟ فأقول محمد ـ قال ـ فيقول بك أمرت أن لا افتح لأحد قبلك»
      ورواه مسلم عن عمرو بن محمد الناقد وزهير بن حرب كلاهما عن أبي النضر هاشم بن القاسم عن سليمان وهو ابن المغيرة القيسي عن ثابت عن أنس رضي الله عنه به. وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول زمرة تلج الجنة صورهم على صورة القمر ليلة البدر لا يبصقون فيها ولا يمتخطون فيها ولا يتغوطون فيها، آنيتهم وأمشاطهم الذهب والفضة ومجامرهم الألوة ورشحهم المسك ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ ساقهما من وراء اللحم من الحسن لا اختلاف بينهم ولا تباغض قلوبهم على قلب واحد يسبحون الله تعالى بكرة وعشيا»
      ورواه البخاري عن محمد بن مقاتل عن ابن المبارك. ورواه مسلم عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق كلاهما عن معمر بإسناده نحوه وكذا رواه أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الحافظ أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين يلونهم على ضوء أشد كوكب درّي في السماء إضاءة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يمتخطون أمشاطهم الذهب والفضة ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة وأزواجهم الحور العين أخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء»
      وأخرجاه أيضاً من حديث جرير وقال الزهري عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يدخل الجنة من أمتي زمرة هم سبعون ألفاً تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر» فقام عكاشة بن محصن فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال: «اللهم اجعله منهم» ثم قام رجل من الأنصار فقال يارسول الله ادع الله تعالى أن يجعلني منهم فقال صلى الله عليه وسلم: «سبقك بها عكاشة»
      أخرجاه وقد روى هذا الحديث ـ في السبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ـ البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما وجابر بن عبد الله وعمران بن حصين وابن مسعود ورفاعة بن عرابة الجهني وأم قيس بنت محصن رضي الله عنهم ولهما عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً أو سبعمائة ألفٍ آخذ بعضهم ببعض حتى يدخل أولهم وآخرهم الجنة وجوههم على صورة القمر ليلة البدر» .
      وقال أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد قال: سمعت أبا أمامة الباهلي رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «وعدني ربي عز وجل أن يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً مع كل ألف سبعون ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب وثلاث حثيات من حثيات ربي عز وجل» وكذا رواه الوليد بن مسلم عن صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر عن أبي اليمان عامر بن عبد الله بن لحيّ عن أبي أمامة ورواه الطبراني عن عتبة بن عبد السلمي «ثم يشفع كل ألف في سبعين ألفاً»
      ويروى مثله عن ثوبان وأبي سعيد الأنماري وله شواهد من وجوه كثيرة. وقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ } لم يذكر الجواب ههنا، وتقديره حتى إذا جاءوها وكانت هذه الأمور من فتح الأبواب لهم إكراماً وتعظيماً وتلقتهم الملائكة الخزنة بالبشارة والسلام والثناء لا كما تلقى الزبانية الكفرة بالتثريب والتأنيب فتقديره إذا كان هذا سعدوا وطابوا وسروا وفرحوا بقدر كل ما يكون لهم فيه نعيم، وإذا حذف الجواب ههنا ذهب الذهن كل مذهب في الرجاء والأمل، ومن زعم أن الواو في قوله تبارك وتعالى: { وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا } واو الثمانية واستدل به على أن أبواب الجنة ثمانية فقد أبعد النجعة وأغرق في النزع، وإنما يستفاد كون أبواب الجنة ثمانية من الأحاديث الصحيحة.
      قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أنفق زوجين من ماله في سبيل الله تعالى دعي من أبواب الجنة وللجنة أبواب، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان»
      فقال أبو بكر رضي الله تعالى عنه يارسول الله ما على أحد من ضرورة دعي من أيها دعي فهل يدعى منها كلها أحد يارسول الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم: «نعم وأرجو أن تكون منهم»
      رواه البخاري ومسلم من حديث الزهري بنحوه وفيهما من حديث أبي حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة ثمانية أبواب باب منها يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون»
      وفي صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء»
      وقال الحسن بن عرفة حدثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن معاذ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مفتاح الجنة لا إله إلا الله» .
      ذكر سعة أبواب الجنة ـ نسأل الله من فضله العظيم أن يجعلنا من أهلها
      وفي الصحيحين من حديث أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه في حديث الشفاعة الطويل «فيقول الله تعالى: يامحمد أدخل من لا حساب عليه من أمتك من الباب الأيمن وهم شركاء الناس في الأبواب الأخر والذي نفس محمد بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة ما بين عضادتي الباب لكما بين مكة وهجر ـ أو هجر ومكة ـ وفي رواية ـ مكة وبصرى» وفي صحيح مسلم عن عتبة بن غزوان أنه خطبهم خطبة فقال فيها ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام، وفي المسند عن حكيم بن معاوية عن أبيه رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله، وقال عبد بن حميد حدثنا الحسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن ما بين مصراعين في الجنة مسيرة أربعين سنة».
      وقوله تبارك وتعالى: { َقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ } أي طابت أعمالكم وأقوالكم وطاب سعيكم وطاب جزاؤكم كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينادى بين المسلمين في بعض الغزوات «إن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة ـ وفي رواية ـ مؤمنة» وقوله: { فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ } أي ماكثين فيها أبداً لا يبغون عنها حولاً { وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ } أي يقول المؤمنون إذا عاينوا في الجنة ذلك الثواب الوافر والعطاء والنعيم المقيم والملك الكبير يقولون عند ذلك { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ } أي الذي كان وعدنا على ألسنة رسله الكرام كما دعوا في الدنيا {رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} { وَقَالُواْ الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبنَا بِالْحَق } { وَقَالُواْ الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ } وقوله: { وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ }. قال أبو العالية وأبو صالح وقتادة والسدي وابن زيد أي أرض الجنة فهذه الآية كقوله تعالى: { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ } ولهذا قالوا { نَتَبَوَّأُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ} أي أين شئنا حللنا فنعم الأجر أجرنا على عملنا وفي الصحيحين من حديث الزهري عن أنس رضي الله عنه في قصة المعراج قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك».
      وقال عبد الرحمن بن حميد: حدثنا روح بن عبادة حدثنا حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل ابن صائد عن تربة الجنة فقال درمكة بيضاء مسك خالص فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «صدق» وكذا رواه مسلم من حديث أبي سلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد رضي الله عنه به، ورواه مسلم أيضاً عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة عن الجُرَيْرِي عن أبي نضرة عن أبي سعيد رضي الله عنه قال إن ابن صائد سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تربة الجنة فقال: «در مكة بيضاء مسك خالص». وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله تعالى: { وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا} قال سيقوا حتى انتهوا إلى باب من أبواب الجنة فوجدوا عندها شجرة يخرج من تحت ساقها عينان فعمدوا إلى إحداهما فتطهروا منها فجرت عليهم نضرة النعيم فلم تغير أبشارهم بعدها أبداً ولم تشعث أشعارهم أبداً بعدها كأنما دهنوا بالدهان ثم عمدوا إلى الأخرى كأنما أمروا بها فشربوا منها فأذهبت ما كان في بطونهم من أذى أو قذى وتلقتهم الملائكة على أبواب الجنة { سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} وتلقى كل غلمان صاحبهم يُطيفُون به فعل الولدان بالحميم جاء من الغيبة: أبشر قد أعد الله لك من الكرامة كذا وكذا وقد أعد الله لك من الكرامة كذا وكذا، قال وينطلق غلام من غلمانه إلى أزواجه من الحور العين فيقول هذا فلان باسمه في الدنيا فيقلن أنت رأيته فيقول نعم فيستخفهن الفرح حتى تخرج إلى أسكفة الباب قال: فيجيء فإذا هو بنمارق مصفوفة وأكواب موضوعة وزرابي مبثوثة، قال ثم ينظر إلى تأسيس بنيانه فإذا هو قد أسس على جندل اللؤلؤ بين أحمر وأخضر وأصفر وأبيض ومن كل لون ثم يرفع طرفه إلى سقفه فلولا أن الله تعالى قدره له لألم أن يذهب ببصره إنه لمثل البرق ثم ينظر إلى أزواجه من الحور العين ثم يتكىء على أريكة من أرائكه ثم يقول: { الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ }.
      ثم قال: حدثنا أبي حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي حدثنا مسلمة بن جعفر البجلي قال: سمعت أبا معاذ البصري يقول إن علياً رضي الله عنه كان ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده إنهم إذا خرجوا من قبورهم يستقبلون ـ أو يؤتون ـ بنوق لها أجنحة وعليها رحال الذهب شراك نعالهم نور يتلألأ كل خطوة منها مد البصر فينتهون إلى شجرة ينبع من أصلها عينان فيشربون من إحداهما فيغْسَل ما في بطونهم من دنس ويغتسلون من الأخرى فلا تشعث أبشارهم ولا أشعارهم بعدها أبداً وتجري عليهم نضرة النعيم فينتهون ـ أو فيأتون ـ باب الجنة فإذا حلقة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب فيضربون بالحلقة على الصفيحة فيسمع لها طنين ياعلي فيبلغ كل حوراء أن زوجها قد أقبل فتبعث قيمها فيفتح له فإذا رآه خرّ له ـ قال مسلمة أراه قال ساجداً ـ فيقول ارفع رأسك فإنما أنا قيمك وكلت بأمرك فيتبعه ويقفو أثره فتستخف الحوراء العجلة فتخرج من خيام الدرو الياقوت حتى تعتنقه ثم تقول أنت حبي وأنا حِبّك وأنا الخالدة التي لا أموت وأنا الناعمة التي لا أبأس وأنا الراضية التي لا أسخط وأنا المقيمة التي لا أظعن فيدخل بيتاً من أسه إلى سقفه مائة ألف ذراع بناؤه على جندل اللؤلؤ طرائق أصفر وأخضر وأحمر ليس فيها طريقة تشاكل صاحبتها في البيت سبعون سريراً على كل سرير سبعون حشية على كل حشية سبعون زوجة على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ ساقها من باطن الحلل يقضي جماعها في مقدار ليلة من لياليكم، هذه الأنهار من تحتهم تطرد «أنهار من ماء غير آسن» ـ قال صاف لا كدر فيه ـ «وأنهار من لبن لم يتغير طعمه» ـ قال لم يخرج من ضروع الماشية ـ «وأنهار من خمرة لذة للشاربين» ـ قال لم تعصرها الرجال بأقدامهم ـ «وأنهار من عسل مصفى» ـ قال لم يخرج من بطون النحل، يستجني الثمار فإن شاء قائماً وإن شاء قاعداً وإن شاء متكئاً ـ ثم تلا {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَـلُهَا وَذُلّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً } فيشتهي الطعام فيأتيه طير أبيض قال وربما قال أخضر قال فترفع أجنحتها فيأكل من جنوبها أي الألوان شاء ثم يطير فيذهب فيدخل الملك فيقول: سلام عليكم تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون ولو أن شعرة من شعر الحوراء وقعت في الأرض لأضاءت الشمس معها سواداً في نور» هذا حديث غريب وكأنه مرسل، والله أعلم.


      __________________________________________________ __

      أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
      بسم الله الرحمن الرحيم

      - ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ (55) ). الدخان
      ---------------------------------------------------
      قال ابن كثير :
      لما ذكر تعالى حال الأشقياء عطف بذكر السعداء ولهذا سمي القرآن مثاني، فقال: { إِنَّ الْمُتَّقِينَ } أي لله في الدنيا { فِى مَقَامٍ أَمِينٍ } أي في الآخرة وهو الجنة، قد أمنوا فيها من الموت والخروج، ومن كل هم وحزن وجزع وتعب ونصب ومن الشيطان وكيده وسائر الآفات والمصائب { فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} وهذا في مقابلة ما أولئك فيه من شجرة الزقوم وشرب الحميم، وقوله تعالى: { يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ } وهو رفيع الحرير كالقمصان ونحوها { وَإِسْتَبْرَقٍ } وهو ما فيه بريق ولمعان وذلك كالريش وما يلبس على أعالي القماش { مُتَقَابِلِينَ } أي على السرر لا يجلس أحد منهم وظهره إلى غيره. وقوله تعالى: { كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ } أي هذا العطاء مع ما قد منحناهم من الزوجات الحسان الحور العين اللاتي { لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانٌّ } { كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ } { هَلْ جَزَاء الإحْسَانِ إِلاَّ الإحْسَانُ } قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا نوح بن حبيب، حدثنا نصر بن مزاحم العطار. حدثنا عمر بن سعد عن رجل عن أنس رضي الله عنه رفعه نوح قال: لو أن حوراء بزقت في بحر لجي لعذب ذلك الماء لعذوبة ريقها.
      وقوله عز وجل: { يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ} أي مهما طلبوا من أنواع الثمار أحضر لهم وهم آمنون من انقطاعه وامتناعه بل يحضر إليهم كلما أرادوا.

      __________________________________________________ ___


      أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
      بسم الله الرحمن الرحيم

      - ( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ (15) ). محمد
      ---------------------------------------------------
      قال ابن كثير :
      قال عز وجل { مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِى وُعِدَ الْمُتَّقُونَ } قال عكرمة { مَّثَلُ الْجَنَّةِ } أي نعتها { فِيهَا أَنْهَارٌ مّن مَّاء غَيْرِ ءاسِنٍ } قال ابن عباس رضي الله عنهما والحسن وقتادة: يعني غير متغير. وقال قتادة والضحاك وعطاء الخراساني: غير منتن، والعرب تقول: أسن الماء إذ تغير ريحه، وفي حديث مرفوع أورده ابن أبي حاتم: غير آسن يعني الصافي الذي لا كدر فيه. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا وكيع عن الأعمش عن عبد الله بن مرة، عن مسروق قال: قال عبد الله رضي الله عنه: أنهار الجنة تفجر من جبل من مسك { وَأَنْهَارٌ مّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ } أي بل في غاية البياض والحلاوة والدسومة، وفي حديث مرفوع «لم يخرج من ضروع الماشية» { وَأَنْهَارٌ مّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لّلشَّارِبِينَ } أي ليست كريهة الطعم والرائحة كخمر الدنيا حسنة المنظر والطعم والرائحة والفعل { لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ } { مَّعِينٍ لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنزِفُونَ } { بَيْضَاء لَذَّةٍ لّلشَّارِبِينَ } وفي حديث مرفوع «لم يعصرها الرجال بأقدامهم» { وَأَنْهَارٌ مّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى } أي وهو في غاية الصفاء وحسن اللون والطعم والريح. وفي حديث مرفوع «لم يخرج من بطون النحل».
      وقال الإمام أحمد: حدثنا زيد بن هارون، أخبرنا الجريري عن حكيم بن معاوية عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «في الجنة بحر اللبن وبحر الماء وبحر العسل وبحر الخمر، ثم تشقق الأنهار منها بعد» ورواه الترمذي في صفة الجنة عن محمد بن بشار عن يزيد بن هارون، عن سعيد بن أبي إياس الجريري وقال: حسن صحيح. وقال أبو بكر بن مردويه: حدثنا أحمد بن محمد بن عاصم، حدثنا عبد الله بن محمد بن النعمان، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا الحارث بن عبيد أبو قدامة الأيادي، حدثنا أبو عمران الجوني عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذه الأنهار تشخب من جنة عدن في جوبة ثم تصدع بعد أنهاراً»
      وفي الصحيح «إذا سألتم الله تعالى فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة ومنه تفجر أنهار الجنة وفوقه عرش الرحمن».
      وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني: حدثنا مصعب بن حمزة الزبيري وعبد الله بن الصفر السكري قالا: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا عبد الرحمن بن المغيرة، حدثني عبد الرحمن بن عياش عن دلهم بن الأسود قال دلهم، وحدثنيه أيضاً أبي الأسود عن عاصم بن لقيط قال: إن لقيط بن عامر خرج وافداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يارسول الله فعلام نطلع من الجنة ؟ قال صلى الله عليه وسلم: «على أنهار عسل مصفى، وأنهار خمر ما بها من صداع ولا ندامة، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وماء غير آسن، وفاكهة لعمر إلهك ما تعلمون وخير من مثله، وأزواج مطهرة» قلت: يارسول الله أولنا فيها زوجات مصلحات ؟ قال «الصالحات للصالحين تلذونهن مثل لذاتكم في الدنيا ويلذونكم، غير أن لا توالد» وقال أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا: حدثنا يعقوب بن عبيدة عن يزيد بن هارون، أخبرني الجريري عن معاوية بن قرة عن أبيه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لعلكم تظنون أن أنهار الجنة تجري في أُخدود في الأرض والله إنها لتجري سائحة على وجه الأرض، حافاتها قباب اللؤلؤ وطينها المسك الأذفر، وقد رواه أبو بكر بن مردويه من حديث مهدي بن حكيم عن يزيد بن هارون به مرفوعاً.
      وقوله تعالى: { وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلّ الثَّمَراتِ } كقوله عز وجل: { يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ } وقوله تبارك وتعالى: { فِيهِمَا مِن كُلّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ } وقوله سبحانه وتعالى: { وَمَغْفِرَةٌ مّن رَّبّهِمْ } أي مع ذلك كله.

      __________________________________________________ __


      أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
      بسم الله الرحمن الرحيم

      - ( وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) ). ق
      ---------------------------------------------------
      قال ابن كثير :
      وقوله تعالى: { وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ } قال قتادة وأبو مالك والسدي { وَأُزْلِفَتِ } أدنيت وقربت من المتقين { غَيْرَ بَعِيدٍ } وذلك يوم القيامة، وليس ببعيد لأنه واقع لا محالة وكل ما هو آت قريب { هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلّ أَوَّابٍ } أي راجع تائب مقلع { حَفِيظٌ } أي يحفظ العهد فلا ينقضه ولا ينكثه، وقال عبيد بن عمرو: الأواب الحفيظ الذي لا يجلس مجلساً فيقوم حتى يستغفر الله عز وجل { مَّنْ خَشِىَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ } أي من خاف الله في سره حيث لا يراه أحد إلا الله عز وجل كقوله صلى الله عليه وسلم: «ورجل ذكر الله تعالى خالياً، ففاضت عيناه» { وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ } أي ولقي الله عز وجل يوم القيامة بقلب منيب سليم إليه خاضع لديه { ادْخُلُوهَا } أي الجنة { بِسَلامٍ } قال قتادة سلموا من عذاب الله عز وجل، وسلم عليهم ملائكة الله، وقوله سبحانه وتعالى: { ذَلِكَ يَوْمُ الُخُلُودِ } أي يخلدون في الجنة فلا يموتون أبداً، ولا يظعنون أبداً ولا يبغون عنها حولاً، وقوله جلت عظمته: { لَهُم مَّا يَشَاءونَ فِيهَا } أي مهما اختاروا وجدوا من أي أصناف الملاذ طلبوا أحضر لهم. قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة، حدثنا عمر بن عثمان، حدثنا بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة قال: من المزيد أن تمر السحابة بأهل الجنة فتقول: ماذا تريدون فأمطره لكم ؟ فلا يدعون بشيء إلا أمطرتهم، قال كثير: لئن أشهدني الله تعالى ذلك لأقولن أمطرينا جواري مزينات.
      وفي الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «إنك لتشتهي الطير في الجنة فيخر بين يديك مشوياً» وقال الإمام أحمد: حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي عن عامر الأحول عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة واحدة» ورواه الترمذي وابن ماجه عن بندار عن معاذ بن هشام به. وقال الترمذي حسن غريب وزاد: كما اشتهى، وقوله تعالى: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} كقوله عز وجل: { لّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } وقد تقدم في صحيح مسلم عن صهيب بن سنان الرومي أنها النظر إلى وجه الله الكريم. وقد روى البزار وابن أبي حاتم من حديث شريك القاضي عن عثمان بن عمير أبي اليقظان عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله عز وجل: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } قال: يظهر لهم الرب عز وجل في كل جمعة، وقد رواه الإمام أبو عبد الله الشافعي مرفوعاً فقال في مسنده: أخبرنا إبراهيم بن محمد، حدثني موسى بن عبيدة، حدثني أبو الأزهر معاوية بن إسحاق بن طلحة عن عبد الله بن عمير أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: أتى جبرائيل عليه الصلاة والسلام بمرآة بيضاء فيها نكتة إلى رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما هذه ؟» فقال: هذه الجمعة فضلت بها أنت وأمتك، فالناس لكم فيها تبع اليهود والنصارى ولكم فيها خير، ولكم فيها ساعة لا يوافقها مؤمن، يدعو الله تعالى فيها بخير إلا استجيب له وهو عندنا يوم المزيد. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا جبريل وما يوم المزيد ؟» قال عليه السلام: إن ربك تبارك وتعالى اتخذ في الفردوس وادياً أفيح فيه كثب المسك، فإذا كان يوم الجمعة أنزل الله تعالى ما شاء من ملائكته، وحوله منابر من نور عليها مقاعد النبيين، وحفت تلك المنابر من ذهب مكللة بالياقوت والزبرجد عليها الشهداء والصديقون، فجلسوا من ورائهم على تلك الكثب، فيقول الله عز وجل: أنا ربكم قد صدقتكم وعدي فسلوني أعطكم، فيقولون: ربنا نسألك رضوانك، فيقول: قد رضيت عنكم ولكم علي ما تمنيتم ولدي مزيد. فهم يحبون يوم الجمعة لما يعطيهم فيه ربهم تبارك وتعالى من الخير، وهو اليوم الذي استوى فيه ربكم على العرش وفيه خلق آدم وفيه تقوم الساعة. هكذا أورده الإمام الشافعي رحمه الله في كتاب الجمعة من الأم، وله طرق عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وقد أورد ابن جرير هذا الحديث من رواية عثمان بن عمير عن أنس رضي الله عنه بأبسط من هذا، وذكر ههنا أثراً مطولاً عن أنس بن مالك رضي الله عنه موقوفاً وفيه غرائب كثيرة.
      وقال الإمام أحمد: حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة، حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الرجل في الجنة ليتكىء في الجنة سبعين سنة قبل أن يتحول، ثم تأتيه امرأة تضرب على منكبه فينظر وجهه في خدها أصفى من المرآة، وإن أدنى لؤلؤة عليها تضيء ما بين المشرق والمغرب فتسلم عليه فيرد السلام فيسألها من أنت ؟ فتقول أنا من المزيد وإنه ليكون عليها سبعون حلة أدناها مثل النعمان من طوبى فينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك، وإن عليها من التيجان إن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب» وهكذا رواه عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن دراج به.

      __________________________________________________ ____


      أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
      بسم الله الرحمن الرحيم

      - ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55) ). القمر
      ---------------------------------------------------
      قال ابن كثير :
      وقوله تعالى: { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ } أي بعكس ما الأشقياء فيه من الضلال والسعر والسحب في النار على وجوههم، مع التوبيخ والتقريع والتهديد. وقوله تعالى: { فِى مَقْعَدِ صِدْقٍ } أي في دار كرامة الله ورضوانه وفضله وامتنانه وجوده وإحسانه { عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ } أي عند الملك العظيم الخالق للأشياء كلها ومقدرها. وهو مقتدر على ما يشاء مما يطلبون ويريدون. وقد قال الإمام أحمد: حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس عن عبد الله بن عمرو يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المقسطون عند الله يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا»
      انفرد بإخراجه مسلم والنسائي من حديث سفيان بن عيينة بإسناده مثله

      __________________________________________________ ___


      أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
      بسم الله الرحمن الرحيم

      - ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنْ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنْ الْآخِرِينَ (14) عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ (19) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21) وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلاً سَلَامًا سَلَامًا (26) ). الواقعة
      ---------------------------------------------------
      قال ابن كثير :
      قال محمد بن كعب وأبو حرزة ويعقوب بن مجاهد { وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ } هم الأنبياء عليهم السلام.
      وقال السدي: هم أهل عليين، وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس { وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ } قال: يوشع بن نون، سبق إلى موسى ومؤمن آل يس، سبق إلى عيسى وعلي بن أبي طالب سبق إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه ابن أبي حاتم عن محمد بن هارون الفلاس عن عبد الله بن إسماعيل المدائني البزاز، عن شعيب بن الضحاك المدائني عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح به.
      وقال ابن أبي حاتم وذكر عن محمد بن أبي حماد: حدثنا مهران عن خارجة عن قرة عن ابن سيرين { وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ } الذين صلوا إلى القبلتين ورواه ابن جرير من حديث خارجة به. وقال الحسن وقتادة { وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ } أي من كل أمة، وقال الأوزاعي عن عثمان بن أبي سودة أنه قرأ هذه الآية { وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَـئِكَ الْمُقَرَّبُونَ } ثم قال: أولهم رواحاً إلى المسجد وأولهم خروجاً في سبيل الله، وهذه الأقوال كلها صحيحة فإن المراد بالسابقين هم المبادرون إلى فعل الخيرات كما أمروا، كما قال تعالى: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مّن رَّبّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاواتُ وَالاْرْضُ } وقال تعالى: {سَابِقُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مّن رَّبّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالاْرْضِ } وقال فمن سابق في هذه الدنيا وسبق إلى الخير كان في الآخرة من السابقين إلى الكرامة، فإن الجزاء من جنس العمل، وكما تدين تدان، ولهذا قال تعالى: {أُوْلَـئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي: حدثنا يحيى بن زكريا القزاز الرازي، حدثنا خارجة بن مصعب عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو قال: قالت الملائكة يارب جعلت لبني آدم الدنيا فهم يأكلون ويشربون ويتزوجون فاجعل لنا الآخرة، فقال: لا أفعل، فراجعوا ثلاثاً فقال: لا أجعل من خلقت بيدي كمن قلت له كن فكان. ثم قرأ عبد الله { وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَـئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ } وقد روى هذا الأثر الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في كتابه الرد على الجهمية ولفظه: فقال الله عز وجل: لن أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له كن فيكون.
      يقول تعالى مخبراً عن هؤلاء السابقين المقربين أنهم ثلة أي جماعة من الأولين وقليل من الآخرين، وقد اختلفوا في المراد بقوله الأولين والآخرين فقيل: المراد بالأولين الأمم الماضية وبالآخرين هذه الأمة، وهذا رواية عن مجاهد والحسن البصري، رواها عنهما ابن أبي حاتم: وهو اختيار ابن جرير واستأنس بقوله صلى الله عليه وسلم: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة» ولم يحك غيره ولا عزاه إلى أحد، ومما يستأنس به لهذا القول ما رواه الإمام أبو محمد بن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع، حدثنا شريك عن محمد بن عبدالرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: لما نزلت { ثُلَّةٌ مّنَ الاْوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مّنَ الاْخِرِينَ } شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت { ثُلَّةٌ مّنَ الاْوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مّنَ الاْخِرِينَ } فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ثلث أهل الجنة، بل أنتم نصف أهل الجنة أو شطر أهل الجنة وتقاسمونهم النصف الثاني» ورواه الإمام أحمد عن أسود بن عامر عن شريك عن محمد بياع الملاء عن أبيه عن أبي هريرة فذكره.
      وقد روي من حديث جابر نحو هذا، ورواه الحافظ ابن عساكر من طريق هشام بن عمارة، حدثنا عبد ربه بن صالح عن عروة بن رويم عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: لما نزلت «إذا وقعت الواقعة» ذكر فيها «ثلة من الأولين وقليل من الآخرين» قال عمر: يارسول الله ثلة من الأولين وقليل منا ؟ قال: فأمسك آخر السورة سنة ثم نزل { ثُلَّةٌ مّنَ الاْوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مّنَ الاْخِرِينَ } فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عمر تعال فاسمع ما قد أنزل الله { ثُلَّةٌ مّنَ الاْوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مّنَ الاْخِرِينَ } ألا وإن من آدم إلي ثلة وأمتي ثلة، ولن نستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان من رعاة الإبل ممن شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له» هكذا أورده في ترجمة عروة بن رويم إسناداً ومتناً، ولكن في إسناده نظر، وقد وردت طرق كثيرة متعددة بقوله صلى الله عليه وسلم: «إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة» الحديث بتمامه وهو مفرد في صفة الجنة، ولله الحمد والمنة. وهذا الذي اختاره ابن جرير ههنا فيه نظر بل هو قول ضعيف، لأن هذه الأمة هي خير الأمم بنص القرآن، فيبعد أن يكون المقربون في غيرها أكثر منها، اللهم إلا أن يقابل مجموع الأمم بهذه الأمة، والظاهر أن المقربين من هؤلاء أكثر من سائر الأمم والله أعلم.
      فالقول الثاني في هذا المقام هو الراجح، وهو أن يكون المراد بقوله تعالى:{ ثُلَّةٌ مّنَ الاْوَّلِينَ } أي من صدر هذه الأمة { وَقَلِيلٌ مّنَ الاْخِرِينَ } أي من هذه الأمة.
      قال ابن أبي حاتم: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، حدثنا عفان، حدثنا عبد الله بن بكر المزني، سمعت الحسن أتى على هذه الآية {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَـئِكَ الْمُقَرَّبُونَ } فقال: أما السابقون فقد مضوا ولكن اللهم اجعلنا من أصحاب اليمين. ثم قال: حدثنا أبي، حدثنا أبو الوليد، حدثنا السري بن يحيى قال: قرأ الحسن {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِنْ الْأَوَّلِينَ } قال ثلة ممن مضى من هذه الأمة، وحدثنا أبي حدثنا عبد العزيز بن المغيرة المنقري حدثنا أبو هلال عن محمد بن سيرين أنه قال في هذه الآية { ثُلَّةٌ مِنْ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنْ الْآخِرِينَ } قال: كانوا يقولون أو يرجون أن يكونوا كلهم من هذه الأمة، فهذا قول الحسن وابن سيرين أن الجميع من هذه الأمة، ولا شك أن أول كل أمة خير من آخرها، فيحتمل أن تعم الآية جميع الأمم كل أمة بحسبها، ولهذا ثبت في الصحاح وغيرها من غير وجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» الحديث بتمامه.
      فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن، حدثنا زياد أبو عمر عن الحسن عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره» فهذا الحديث، بعد الحكم بصحة إسناده، محمول على أن الدين كما هو محتاج إلى أول الأمة في إبلاغه إلى من بعدهم، كذلك هو محتاج إلى القائمين به في أواخرها وتثبيت الناس على السنة وروايتها وإظهارها، والفضل للمتقدم وكذلك الزرع هو محتاج إلى المطر الأول وإلى المطر الثاني، ولكن العمدة الكبرى على الأول واحتياج الزرع إليه آكد، فإنه لولاه ما نبت في الأرض ولا تعلق أساسه فيها ولهذا قال عليه السلام «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم إلى قيام الساعة» وفي لفظ «حتى يأتي أمر الله تعالى وهم كذلك» والغرض أن هذه الأمة أشرف من سائر الأمم، والمقربون فيها أكثر من غيرها وأعلى منزلة لشرف دينها وعظم نبيها، ولهذا ثبت بالتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه أخبر أن في هذه الأمة سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب وفي لفظ «مع كل ألف سبعون ألفاً ـ وفي آخر ـ مع كل واحد سبعون ألفا ً» .
      وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني: حدثنا هشام بن يزيد الطبراني، حدثنا محمد هو ابن إسماعيل بن عياش، حدثني أبي، حدثني ضمضم يعني ابن زرعة عن شريح هو ابن عبيد، عن أبي مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما والذي نفسي بيده ليبعثن منكم يوم القيامة مثل الليل الأسود زمرة جميعها يحيطون الأرض، تقول الملائكة لما جاء مع محمد صلى الله عليه وسلم أكثر مما جاء مع الأنبياء عليهم السلام»
      وحسن أن يذكر ههنا عند قوله تعالى: { ثُلَّةٌ مّنَ الاْوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مّنَ الاْخِرِينَ } الحديث الذي رواه الحافظ أبو بكر البيهقي في دلائل النبوة حيث قال: أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أخبرنا أبو عمرو بن مطر، أخبرنا جعفر بن محمد بن المستفاض الفريابي، حدثني أبو وهب الوليد بن عبد الملك بن عبيد الله بن مسرح الحراني، حدثنا سليمان بن عطاء القرشي الحراني عن مسلمة بن عبد الله الجهني، عن عمه أبي مشجعة بن ربعي عن ابي زمل الجهني رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح يقول وهو ثان رجليه «سبحان الله وبحمده أستغفر الله إن الله كان تواباً» سبعين مرة ثم يقول: «سبعين بسبعمائة لا خير لمن كانت ذنوبه في يوم واحد أكثر من سبعمائة» ثم يقول ذلك مرتين ثم يستقبل الناس بوجهه.
      وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبه الرؤيا ثم يقول «هل رأى أحد منكم شيئاً ؟» قال ابو زمل: فقلت أنا يارسول الله، فقال «خير تلقاه، وشر توقاه، وخير لنا، وشر على أعدائنا الحمد لله رب العالمين اقصص رؤياك» فقلت: رأيت جميع الناس على طريق رحب سهل لاحب والناس على الجادة منطلقين، فبينما هم كذلك إذ أشفى ذلك الطريق على مرج لم تر عيني مثله، يرف رفيفاً يقطر ماؤه فيه من أنواع الكلأ، قال وكأني بالرعلة الأولى حين أشفوا على المرج كبروا ثم أكبوا رواحلهم في الطريق، فلم يظلموه يميناً ولا شمالاً، قال فكأني أنظر إليهم منطلقين، ثم جاءت الرعلة الثانية، وهم أكثر منهم أضعافاً فلما أشفوا على المرج كبروا ثم أكبوا رواحلهم في الطريق، فمنهم المرتع ومنهم الآخذ الضغث، ومضوا على ذلك، قال ثم قدم عظم الناس، فلما أشفوا على المرج كبروا وقالوا هذا خير المنزل، كأني أنظر إليهم يميلون يميناً وشمالاً، فلما رأيت ذلك لزمت الطريق حتى آتي أقصى المرج، فإذا أنا بك يارسول الله على منبر فيه سبع درجات وأنت في أعلاها درجة، وإذا عن يمينك رجل آدم شثل أقنى إذا هو تكلم يسمو فيقرع الرجال طولاً، وإذا عن يسارك رجل ربع باز كثير خيلان الوجه، كأنما حمم شعره بالماء إذا هو تكلم أصغيتم إكراماً له، وإذا أمام ذلك رجل شيخ أشبه الناس بك خلقاً ووجهاً كلكم تأمونه تريدونه وإذا أمام ذلك ناقة عجفاء شارف، وإذا أنت يارسول الله كأنك تبعثها.
      قال: فامتقع لون رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ثم سري عنه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما ما رأيت من الطريق السهل الرحب اللاحب، فذاك ما حملتكم عليه من الهدى وأنتم عليه، وأما المرج الذي رأيت فالدنيا ونضارة عيشها، مضيت أنا وأصحابي لم نتعلق منها بشيء ولم تتعلق منا ولم نردها ولم تردنا، ثم جاءت الرعلة الثانية من بعدنا وهم أكثر منا أضعافاً، فمنهم المرتع ومنهم الآخذ الضغث ونجوا على ذلك، ثم جاء عظم الناس فمالوا في المرج يميناً وشمالاً فإنا لله وإنا إليه راجعون. وأما أنت فمضيت على طريقة صالحة، فلن تزال عليها حتى تلقاني، وأما المنبر الذي رأيت فيه سبع درجات وأنا في أعلاها درجة فالدنيا سبعة آلاف سنة، أنا في آخرها ألفاً، وأما الرجل الذي رأيت على يميني الآدم الشثل فذلك موسى عليه السلام، إذا تكلم يعلو الرجال بفضل كلام الله إياه، والذي رأيت عن يساري الباز الربعة الكثير خيلان الوجه كأنما حمم شعره بالماء، فذلك عيسى بن مريم نكرمه لإكرام الله إياه، وأما الشيخ الذي رأيت أشبه الناس بي خلقاً ووجهاً فذاك أبونا إبراهيم كلنا نؤمه ونقتدي به، وأما الناقة التي رأيت ورأيتني أبعثها فهي الساعة علينا تقوم لا نبي بعدي ولا أمة بعد أمتي» قال: فما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رؤيا بعد هذا إلا أن يجيء الرجل فيحدثه بها متبرعاً.
      وقوله تعالى: { عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ } قال ابن عباس: أي مرمولة بالذهب يعني منسوجة به، وكذا قال مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وزيد بن أسلم وقتادة والضحاك وغيره، وقال السدي: مرمولة بالذهب واللؤلؤ، وقال عكرمة: مشبكة بالدر والياقوت، وقال ابن جرير: ومنه يسمى وضين الناقة الذي تحت بطنها، وهو فعيل بمعنى مفعول لأنه مضفور، وكذلك السرر في الجنة مضفورة بالذهب واللآلىء.
      وقوله تعالى: { مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ } أي وجوه بعضهم إلى بعض ليس أحد وراء أحد { يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُّخَلَّدُونَ } أي مخلدون على صفة واحدة لا يتكبرون عنها ولا يشيبون ولا يتغيرون { بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مّن مَّعِينٍ } أما الأكواب فهي الكيزان التي لا خراطيم لها ولا آذان، والأباريق التي جمعت الوصفين والكؤوس الهنابات، والجميع من خمر من عين جارية معين، ليس من أوعية تنقطع وتفرغ بل من عيون سارحة. وقوله تعالى: { لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنزِفُونَ } أي لا تصدع رؤوسهم ولا تنزف عقولهم، بل هي ثابتة مع الشدة المطربة واللذة الحاصلة، وروى الضحاك عن ابن عباس أنه قال: في الخمر أربع خصال: السكر، والصداع، والقيء، والبول، فذكر الله تعالى خمر الجنة ونزهها عن هذه الخصال.
      وقال مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وعطية وقتادة والسدي { لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا } يقول ليس لهم فيها صداع رأس وقالوا في قوله: {وَلاَ يُنزِفُونَ } أي لا تذهب بعقولهم.
      وقوله تعالى: { وَفَاكِهَةٍ مّمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مّمَّا يَشْتَهُونَ } أي ويطوفون عليهم بما يتخيرون من الثمار، وهذه الآية دليل على جواز أكل الفاكهة على صفة التخير لها، ويدل على ذلك حديث عكراش بن ذؤيب الذي رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي رحمه الله في مسنده، حدثنا العباس بن الوليد الترسي، حدثنا العلاء بن الفضل بن عبدالملك بن أبي سوية، حدثنا عبيد الله بن عكراش عن أبيه عكراش بن ذؤيب قال: بعثني مرة في صدقات أموالهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدمت المدينة فإذا هو جالس بين المهاجرين والأنصار وقدمت عليه بإبل كأنها عروق الأرطى قال «من الرجل ؟» قلت: عكراش بن ذؤيب، قال «ارفع في النسب» فانتسبت له إلى مرة بن عبيد وهذه صدقة مرة بن عبيد، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «هذه إبل قومي هذه صدقات قومي» ثم أمر بها أن توسم بميسم إبل الصدقة وتضم إليها، ثم أخذ بيدي فانطلقنا إلى منزل أم سلمة فقال: «هل من طعام ؟» فأتينا بجفنة كالقصعة كثيرة الثريد والوذر، فجعل يأكل منها فأقبلت أخبط بيدي في جوانبها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليسرى على يدي اليمنى فقال: ياعكراش، كل من موضع واحد فإنه طعام واحد. ثم أتينا بطبق فيه تمر أو رطب شك عبيد الله رطباً كان أو تمراً، فجعلت آكل من بين يدي وجالت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطبق وقال: يا عكراش، كل من حيث شئت فإنه غير لون واحد. ثم أتينا بماء فغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ومسح ببلل كفيه وجهه وذراعيه ورأسه ثلاثاً ثم قال: «يا عكراش هذا الوضوء مما غيرت النار».
      وهكذا رواه الترمذي مطولاً وابن ماجه جميعاً عن محمد بن بشار عن أبي الهذيل العلاء بن الفضل به، وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديثه. وقال الإمام أحمد: حدثنا بهز بن أسد وعفان، وقال الحافظ أبو يعلى حدثنا شيبان، قالوا حدثنا سليمان بن المغيرة، حدثنا ثابت قال: قال أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبه الرؤيا، فربما رأى الرجل الرؤيا فسأل عنه إذا لم يكن يعرفه، فإذا أثنى عليه معروف كان أعجب لرؤياه إليه، فأتته أمرأة فقالت: يارسول الله رأيت كأني أتيت فأخرجت من المدينة فأدخلت الجنة، فسمعت وجبة انتحبت لها الجنة، فنظرت فإذا فلان بن فلان وفلان بن فلان فسمت اثني عشر رجلاً، كان النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث سرية قبل ذلك فجيء بهم عليهم ثياب طلس تشخب أوداجهم، فقيل اذهبوا بهم إلى نهر البيدخ أو البيذخ، قال فغمسوا فيه فخرجوا ووجوههم كالقمر ليلة البدر، فأتوا بصفحة من ذهب فيها بسر، فأكلوا من بسره ما شاءوا فما يقلبونها من وجه إلا أكلوا من الفاكهة ما أرادوا، وأكلت معهم فأتى البشير من تلك السرية، فقال ما كان من رؤيا كذا وكذا فأصيب فلان وفلان حتى عد اثني عشر رجلاً، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة، فقال "قصي رؤياك"، فقصتها وجعلت تقول فجيء بفلان وفلان كما قال. هذا لفظ أبي يعلى، قال الحافظ الضياء: وهذا على شرط مسلم.
      وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني: حدثنا معاذ بن المثنى، حدثنا علي بن المديني، حدثنا ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء، عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل إذا نزع ثمرة في الجنة عادت مكانها أخرى» وقوله تعالى:{وَلَحْمِ طَيْرٍ مّمَّا يَشْتَهُونَ } قال الإمام أحمد: حدثنا سيار بن حاتم، حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، حدثنا ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن طير الجنة كأمثال البخت يرعى في شجر الجنة» فقال أبو بكر: يارسول الله إن هذه لطير ناعمة، فقال «آكلها أنعم منها ـ قالها ثلاثاً ـ وإني لأرجو أن تكون ممن يأكل منها» انفرد به أحمد من هذا الوجه.
      وروى الحافظ أبو عبد الله المقدسي في كتابه صفة الجنة من حديث إسماعيل بن علي الخطمي عن أحمد بن علي الخُيوطي عن عبد الجبار بن عاصم عن عبد الله بن زياد، عن زرعة عن نافع عن ابن عمر قال: ذكرت عند النبي صلى الله عليه وسلم طوبى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا بكر هل بلغك ما طوبى ؟» قال: الله ورسوله أعلم. قال «طوبى شجرة في الجنة ما يعلم طولها إلا الله يسير الراكب تحت غصن من اغصانها سبعين خريفاً، ورقها الحلل يقع عليها الطير كأمثال البخت» فقال أبو بكر: يارسول الله إن هناك لطيراً ناعماً ؟ قال «أنعم منه من يأكله وأنت منهم إن شاء الله تعالى» وقال قتادة في قوله تعالى: {وَلَحْمِ طَيْرٍ مّمَّا يَشْتَهُونَ } وذكر لنا أن أبا بكر قال: يارسول الله إني أرى طيرها ناعمة كأهلها ناعمون، قال «من يأكلها والله ياأبا بكر أنعم منها وإنها لأمثال البخت وإني لأحتسب على الله أن تأكل منها ياأبا بكر».
      وقال أبو بكر بن أبي الدنيا: حدثني مجاهد بن موسى، حدثنا معن بن عيسى، حدثني ابن أخي ابن شهاب عن أبيه عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكوثر فقال: «نهر أعطانيه ربي عز وجل في الجنة أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، فيه طيور أعناقها يعني كأعناق الجزر» فقال عمر: إنها لناعمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «آكلها أنعم منها» وكذا رواه الترمذي عن عبد بن حميد عن القعنبي عن محمد بن عبد الله بن مسلم بن شهاب عن أبيه عن أنس، وقال حسن. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا علي بن محمد الطنافسي، حدثنا أبو معاوية عن عبيد الله بن الوليد الرصافي عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن في الجنة لطيراً فيه سبعون ألف ريشة فيقع على صحفة الرجل من أهل الجنة فينتفض، فيخرج من كل ريشة يعني لوناً أبيض من اللبن وألين من الزبد وأعذب من الشهد، ليس منها لون يشبه صاحبه ثم يطير» هذا حديث غريب جداً والوصَّافي وشيخه ضعيفان، ثم قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن صالح كاتب الليث، حدثني الليث، حدثنا خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أبي حازم عن عطاء عن كعب قال: إن طائر الجنة أمثال البخت يأكل من ثمرات الجنة ويشرب من أنهار الجنة، فيصطففن له فإذا اشتهى منها شيئاً أتى حتى يقع بين يديه، فيأكل من خارجه وداخله ثم يطير لم ينقص منه شيء، صحيح إلى كعب وقال الحسن بن عرفة: حدثنا خلف بن خليفة عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن مسعود قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشوياً» .
      وقوله تعالى: { وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ } قرأ بعضهم بالرفع وتقديره ولهم فيها حور عين وقراءة الجر تحتمل معنيين: أحدهما أن يكون الإعراب على الإتباع بما قبله كقوله تعالى: { يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُّخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مّن مَّعِينٍ * لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنزِفُونَ * وَفَاكِهَةٍ مّمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مّمَّا يَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٌ } كما قال تعالى: { وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ } وكما قال تعالى: { عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ } والاحتمال الثاني أن يكون مما يطوف به الولدان المخلدون عليهم الحور العين، ولكن يكون ذلك في القصور لا بين بعضهم بعضاً، بل في الخيام يطوف عليهم الخدام بالحور العين، والله أعلم. وقوله تعالى: { كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ } أي كأنهن اللؤلؤ الرطب في بياضه وصفائه كما تقدم في سورة الصافات { كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ } وقد تقدم في سورة الرحمن وصفهن أيضاً، ولهذا قال: { جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي هذا الذي أتحفناهم به مجازاة لهم على ما أحسنوا من العمل.
      ثم قال تعالى: { لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً * إِلاَّ قِيلاً سَلَاماً سَلَاماً } أي لا يسمعون في الجنة كلاماً لاغياً أي عبثاً خالياً من المعنى أو مشتملاً على معنى حقير أو ضعيف كما قال { لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً } أي كلمة لا غية { وَلاَ تَأْثِيماً } أي ولا كلاماً فيه قبح { إِلاَّ قِيلاً سَلَاماً سَلَاماً } أي إلا التسليم منهم بعضهم على بعض كما قال تعالى: { تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ } وكلامهم أيضاً سالم من اللغو والإثم.

      يتبع باذن الله

      المصدر:موقع عقيده

      تعليق


      • #18
        رد: Ooالفريق الثالثooo{{اخلاقنا مرآة ديننا }}ooo()علو الهمه()ooعشان نشوف مين اللى بيعمل ومين اللى...

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        بدون مقدمات احنا عايزين علو الهمه صح
        يبقا مافيش غير شيخنا وحبيبنا ( حازم شومان ) حقظه الله
        سلسلـة علـى فيـن يا شبـاب
        للشيخ حازم شومان














        عدد الدروس : 28 محاضرة
        الجودة : MP3 - 128Kbps عاليه جدا وصوت نقي جداا
        حجم المحاضرة : حوالي25 ميجا لكل حلقة
        الروابط : رابط مباشر لكل حلقة
        ورابط واحد فقط مباشر إذا أردت تحميل جميع المحاضرات





        الآن مع الروابط
        إذا أردت الإستماع للحلقات دون تحميل
        إتبع هذا الرابط

        http://www.way2allah.com/modules.php...=Series&id=638




        تحميل السلسلة كامله برابط واحده مباشر مضغوط
        حجم الملف " 660 ميجا "
        http://ia331211.us.archive.org/1/ite...ab_vbr_mp3.zip




        إذا أردت تحميل الحلقات بالصوت والصورة
        إتبع الرابط أدناه
        http://www.islamway.com/?iw_s=Schola...series_id=5081







        روابط مباشرة للحلقات من 1 حتي الحلقة 28
        بالترتيب كالآتي


        http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_01.mp3
        http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_02.mp3
        http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_03.mp3
        http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_04.mp3
        http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_05.mp3
        http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_06.mp3
        http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_07.mp3
        http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_08.mp3
        http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_09.mp3
        http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_10.mp3
        http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_11.mp3
        http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_12.mp3
        http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_13.mp3
        http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_14.mp3
        http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_15.mp3
        http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_16.mp3
        http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_17.mp3
        http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_18.mp3
        http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_19.mp3
        http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_20.mp3
        http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_20.mp3
        http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_21.mp3
        http://ia331211.us.archive.org/1/items/3ala_Fine_YaShabab/3ala_Fine_Ya_Shabab_22.mp3
        http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_23.mp3
        http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_24.mp3
        http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_25.mp3
        http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_26.mp3
        http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_27.mp3
        http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_28.mp3





        أسماء الحلقات بالترتيب كالتالي

        01 - على فين يا شباب
        02 - تنتظركم أيام رائعة
        03 - شباب غير عادي
        04 - ليلة خميس
        05 - إنما الدنيا أربع
        06 - ربنا كبير
        07 - طوق النجاة
        08 - اعترافات ليلية
        09 - ستار أكاديمي
        10 - الكلام ده أنا عارفه
        11 - موعدكم الحوض
        12 - أوقات فراغ
        13 - الزكاة
        14 - يا ليتني كنت معهم
        15 - الإنذار الأخير
        16 - لما قضي الأمر
        17 - أوقات فراغ
        18 - ابدأ صح
        19 - صح النوم
        20 - هم درجات عند الله
        21 - قبل أن يوضع الميزان
        22 - بتحلم بإيه
        23 - رجل على وجه السرعة
        24 - غباء في غباء
        25 - أرض الحب
        26 - هل لي من توبة
        27 - لو تقدر عليه.. اعصيه
        28 - للكبار فقط




        نسال الله الاخلاص والقبول
        احبك فى الله
        قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة

        تعليق


        • #19
          رد: Ooالفريق الثالثooo{{اخلاقنا مرآة ديننا }}ooo()علو الهمه()ooعشان نشوف مين اللى بيعمل ومين اللى...

          المشاركة الأصلية بواسطة تائب بإذن الله مشاهدة المشاركة
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          بدون مقدمات احنا عايزين علو الهمه صح
          يبقا مافيش غير شيخنا وحبيبنا ( حازم شومان ) حقظه الله
          سلسلـة علـى فيـن يا شبـاب
          للشيخ حازم شومان

          جزاكم الله خيرا












          عدد الدروس : 28 محاضرة
          الجودة : MP3 - 128Kbps عاليه جدا وصوت نقي جداا
          حجم المحاضرة : حوالي25 ميجا لكل حلقة
          الروابط : رابط مباشر لكل حلقة
          ورابط واحد فقط مباشر إذا أردت تحميل جميع المحاضرات





          الآن مع الروابط
          إذا أردت الإستماع للحلقات دون تحميل
          إتبع هذا الرابط

          http://www.way2allah.com/modules.php...=Series&id=638




          تحميل السلسلة كامله برابط واحده مباشر مضغوط
          حجم الملف " 660 ميجا "
          http://ia331211.us.archive.org/1/ite...ab_vbr_mp3.zip




          إذا أردت تحميل الحلقات بالصوت والصورة
          إتبع الرابط أدناه
          http://www.islamway.com/?iw_s=Schola...series_id=5081







          روابط مباشرة للحلقات من 1 حتي الحلقة 28
          بالترتيب كالآتي


          http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_01.mp3
          http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_02.mp3
          http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_03.mp3
          http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_04.mp3
          http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_05.mp3
          http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_06.mp3
          http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_07.mp3
          http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_08.mp3
          http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_09.mp3
          http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_10.mp3
          http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_11.mp3
          http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_12.mp3
          http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_13.mp3
          http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_14.mp3
          http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_15.mp3
          http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_16.mp3
          http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_17.mp3
          http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_18.mp3
          http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_19.mp3
          http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_20.mp3
          http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_20.mp3
          http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_21.mp3
          http://ia331211.us.archive.org/1/items/3ala_Fine_YaShabab/3ala_Fine_Ya_Shabab_22.mp3
          http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_23.mp3
          http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_24.mp3
          http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_25.mp3
          http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_26.mp3
          http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_27.mp3
          http://ia331211.us.archive.org/1/ite..._Shabab_28.mp3





          أسماء الحلقات بالترتيب كالتالي

          01 - على فين يا شباب
          02 - تنتظركم أيام رائعة
          03 - شباب غير عادي
          04 - ليلة خميس
          05 - إنما الدنيا أربع
          06 - ربنا كبير
          07 - طوق النجاة
          08 - اعترافات ليلية
          09 - ستار أكاديمي
          10 - الكلام ده أنا عارفه
          11 - موعدكم الحوض
          12 - أوقات فراغ
          13 - الزكاة
          14 - يا ليتني كنت معهم
          15 - الإنذار الأخير
          16 - لما قضي الأمر
          17 - أوقات فراغ
          18 - ابدأ صح
          19 - صح النوم
          20 - هم درجات عند الله
          21 - قبل أن يوضع الميزان
          22 - بتحلم بإيه
          23 - رجل على وجه السرعة
          24 - غباء في غباء
          25 - أرض الحب
          26 - هل لي من توبة
          27 - لو تقدر عليه.. اعصيه
          28 - للكبار فقط




          نسال الله الاخلاص والقبول
          احبك فى الله
          جزاكم الله خيرا

          تعليق


          • #20
            رد: Ooالفريق الثالثooo{{اخلاقنا مرآة ديننا }}ooo()علو الهمه()ooعشان نشوف مين اللى بيعمل ومين اللى...

            ان شاء الله هذا الموضوع ايضا يساعدنا فى علو الهمه

            حكايتي مع العمرة..رحلتى إلى الله

            اللهم ارزقنا حج بيتك الحرام انك ولك ذلك والقادر عليه ياالله

            ثبتكم الله ونفع الله بكم
            والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة

            تعليق


            • #21
              رد: Ooالفريق الثالثooo{{اخلاقنا مرآة ديننا }}ooo()علو الهمه()ooعشان نشوف مين اللى بيعمل ومين اللى...

              ما شاء الله ما شاء الله
              اسئل الله العظيم ان يجعله فى موزين حسناتكم
              رجالة ما شاء الله

              اسف ياحباب والله مريض بعض الشىء ولكن متابع معكم ان شاء الله
              اسئل الله العظيم ان يبارك فيكم
              كن أنت الشخص الذي عندما يراه الناس يقولون : " ما زالت الدنيا بخير "
              عذراً لتقصيرى؟؟

              بهدوووووووووووء

              تعليق


              • #22
                رد: Ooالفريق الثالثooo{{اخلاقنا مرآة ديننا }}ooo()علو الهمه()ooعشان نشوف مين اللى بيعمل ومين اللى...

                المشاركة الأصلية بواسطة مسلم & وافتخر مشاهدة المشاركة
                ما شاء الله ما شاء الله
                اسئل الله العظيم ان يجعله فى موزين حسناتكم
                رجالة ما شاء الله

                اسف ياحباب والله مريض بعض الشىء ولكن متابع معكم ان شاء الله
                اسئل الله العظيم ان يبارك فيكم

                أسال الله لك الشفاء اخى الحبيب

                وتعود لنا بسلامه ان شاء الله تعالى
                { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ }
                سورة الرعد الآية 17

                تعليق


                • #23
                  رد: Ooالفريق الثالثooo{{اخلاقنا مرآة ديننا }}ooo()علو الهمه()ooعشان نشوف مين اللى بيعمل ومين اللى...

                  اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك

                  اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك

                  اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك

                  اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك

                  اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك

                  اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك

                  اسأل الله العظيم ر العرش العظيم ان يشفيك

                  تعليق


                  • #24
                    رد: Ooالفريق الثالثooo{{اخلاقنا مرآة ديننا }}ooo()علو الهمه()ooعشان نشوف مين اللى بيعمل ومين اللى...

                    المشاركة الأصلية بواسطة مسلم & وافتخر مشاهدة المشاركة
                    ما شاء الله ما شاء الله

                    اسئل الله العظيم ان يجعله فى موزين حسناتكم
                    رجالة ما شاء الله

                    اسف ياحباب والله مريض بعض الشىء ولكن متابع معكم ان شاء الله

                    اسئل الله العظيم ان يبارك فيكم
                    اسال الله ان يتم شفاءه عليك اخى الحبيب
                    واسال الله ان يكتبك من الصابرين على البلاء
                    ثبتك الله اخى الحبيب وبارك الله فيك ونفع بك
                    قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة

                    تعليق


                    • #25
                      رد: Ooالفريق الثالثooo{{اخلاقنا مرآة ديننا }}ooo()علو الهمه()ooعشان نشوف مين اللى بيعمل ومين اللى...

                      تعليق


                      • #26
                        رد: Ooالفريق الثالثooo{{اخلاقنا مرآة ديننا }}ooo()علو الهمه()ooعشان نشوف مين اللى بيعمل ومين اللى...

                        ان شاء الله يفيدنا هذا المقطع فى مشروعنا هذا
                        وهو لحبيبنا الشيخ حازم شومان ( حفظه الله )

                        ◄◄همم عالية وتضحيات ولكن!!! من أجل الباطل █ للشيخ حازم شومان ►► █

                        اللهم هبل لنا من لدنك عملا صالحا يقربنا اليك
                        لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

                        قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة

                        تعليق


                        • #27
                          رد: Ooالفريق الثالثooo{{اخلاقنا مرآة ديننا }}ooo()علو الهمه()ooعشان نشوف مين اللى بيعمل ومين اللى...

                          هذه محاضره للشيخنا الفاضل

                          الشيخ محمد حسان وكانت بعنوان

                          همم أعلى من الجبال

                          الرابط مش شغال ياحج ربنا يبارك فيك رجاء ادرج الرابط مرة ثانية

                          بارك الله فيكم ونفع الله بكم
                          التعديل الأخير تم بواسطة مسلم & وافتخر; الساعة 02-05-2010, 06:00 AM. سبب آخر: مراقب فضفضة
                          { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ }
                          سورة الرعد الآية 17

                          تعليق


                          • #28
                            رد: Ooالفريق الثالثooo{{اخلاقنا مرآة ديننا }}ooo()علو الهمه()ooعشان نشوف مين اللى بيعمل ومين اللى...











                            اخوتاااه أيسب محمدا ونحن على دينه
                            لتحميل كلمة الدكتور حازم شومان للحملة
                            هنا

                            تعليق


                            • #29
                              رد: Ooالفريق الثالثooo{{اخلاقنا مرآة ديننا }}ooo()علو الهمه()ooعشان نشوف مين اللى بيعمل ومين اللى...

                              شباب متي سيتم اعلان اسم الفائز في مسابقة الصور وتعليق

                              تعليق


                              • #30
                                رد: Ooالفريق الثالثooo{{اخلاقنا مرآة ديننا }}ooo()علو الهمه()ooعشان نشوف مين اللى بيعمل ومين اللى...

                                عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة

                                من منّا لا يبحث عن علو الهمة ؟؟
                                من منا لاتهفو نفسه للارتقاء والسمو ؟؟
                                من منّا لايتمنى أن يبقى محلقا بين السحب الإيمانية البيضاء فيرتقي ويعلو .. ويعلو .. حتى يصل إلى القمة !


                                وقد عرف ابن القيّم علوّ الهمة فقال : ( علوّ الهمة ألا تقف - أي النفس - دون الله ، ولا تتعوض عنه بشيء سواه ، ولا ترضى بغيره بدلا منه ، ولا تبيع حظها من الله وقربه والأنس به والفرح والسرور والابتهاج به بشيء من الحظوظ الخسيسة الفانية )


                                كم هو رائع أن نحيا مع الله .. وكم هو جميل أن نكون من أقرب الناس إليه .. نجاهد أنفسنا عن فعل المعاصي ونغذيها بأنواع التقرب والعبادات فنحافظ بذلك على الرقي الإيماني المطلوب ..


                                قالوا عن الهمــــــة :



                                1- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " لاتصغرن ّ همتكم ، فإني لم أر أقعد عن المكرمات من صغر الهمم "

                                2- وقال ممشاد الدينوري :
                                " همتك فاحفظها ، فإن الهمة مقدمة الأشياء ، فمن صلحت له همته وصدق فيها صلح له ماوراء ذلك من الأعمال "

                                3 - وقال ابن حبّان البستي :
                                " من لم يكن له همة إلا بطنه وفرجه عدّ من البهائم ، والهمة النبيلة تبلغ صاحبها الرتبة العالية "

                                4- وقال الإمام مالك رحمه الله :
                                " عليك بمعالي الأمور وكرائمها ، واتق رذائلها وما سفّ منها ، فإن الله تعالى يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها " .

                                5- وقال أحمد الدرعي :
                                " كن رجلا رجله في الثرى وهمه في الثريّا ، وما افترقت الناس إلا في الهمم ، من علت همته علت رتبته ، ولا يكون أحد إلا فيما رضيت له همته " .

                                6- وقال عبد القادر الجيلاني لغلامه :
                                " يا غلام ، لا يكن همك ما تأكل وما تشرب ، وما تلبس وما تنكح ، وما تسكن وما تجمع ، كل هذا هم النفس والطبع فأين همّ القلب ؟؟
                                همك ما أهمك ، فليكن همك ربك عز وجل وما عنده " .

                                7- وقال ابن القيم رحمه الله :
                                " النفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلا بأعلاها وأفضلها وأحمدها عاقبة ،
                                والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات ، وتقع عليها كما يقع الذباب على الأقذار "


                                يتبع بعون الله

                                تعليق

                                يعمل...
                                X